بدأت الندوة بتلاوة آي من الذكر الحكيم . وقدم الأستاذ جابر إدريس عويشة عميد كلية المجتمع ورقة بعنوان " الادارة الإستراتيجية الوقائية الأمنية للدعوة الإسلامية " أوضح فيها بأن الهجرة ليست حدثاً تاريخياً عابراً ،ولكنها أخطر كسب كسبته الدعوة الإسلامية فى عهد النبى صلي الله عليه وسلم . وأشار الى مفهوم وأبعاد الهجرة من جميع النواحي السياسـية والعقدية والنفسية والروحية . وقال بأنها قربة من القربات إلى الله تعالى في بعدها العقـدي الإيماني وتضحية بأعظم مايملك الإنسان حينما يهجر أرضه وأهله في سبيل الدين . كما أن الهجرة في بعدها النفسي والروحي هجرة القلوب والأرواح قبل أن تهاجر الأبدان ، ولذلك فالهجرة تجعل صاحبها أهلاً لرحمة الله عزوجل وأهلاً للمغفرة وسبباً للولاية . وذكر فضيلته بأن الهجرة تتضمن كذلك بعداً إدارياً وتخطيطاً اسراتيجياً وضعه النبي صلى الله عليه وسلم في غاية الدقة والإحكام والسرية بتسديد من الوحي والإدراك السليم لأنه محل التأسي والأخذ بالأسباب <>ثم التوكل على الله ، وأشرك فى خطته هذه الرجل والمرآة . وأكد بان من أهم شروط الحصول على النصرة والكرامة والتأييد من الله تعالى الاستقامة على منهجه ."وتحدث الأستاذ الدكتور ابراهيم نورين مساعد مدير الجامعة للتقويم وخدمة المجتمع حديثاً مفصلاً في ورقته التي كانت بعنوان " الهجرة بعد الفتح رؤية لمفاهيم معاصرة حول الهجرة " عن أهم الأحكام الفقهية التي تتعلق بالهجرة من دار الإسلام إلى دار الكفر وإقامة المسلم بدار الكفر لغرض العلم والتجارة مشيراً إلى فقه الأقليات المسلمة التي تقيم في ديار الكفر . وأكد فضيلته بان للهجرة أمر جلل فإن لم يكن كذلك لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وهي أحب البقاع الى قلبه ولما أمر أصحابه بالهجرة منها إلى المدينة المنورة تاركين أرضهم وأموالهم وأسرهم فى سبيل الله داعياً الله تعالى بان يحببها إلى نفسه وإلى أصحابه كما حبب إليهم مكة ويضاعف بركتها واعداً من يصبر على لأوائها بأن يكون شهيداً وشفيعاً له يوم القيامة .
وأشار إلى أن الهجرة كانت في أولها مندوبه ولكن بعد أمر النبي صلى الله عليه وسلم صارت واجبة ثم رجعت مندوبه بعد الفتح . وأوضح فضيلته من هذا المنطلق بأن الهجرة في يومنا هذا من بلد الى بلد تكون أحكامها الفقهية حسب مسوغ ومبررات الهجرة فهي إما مندوبه أو مباحة . ويجوز الإقامة في دار الكفر بشروط منها اذا كان المسلم مستطيعاً في إظهار شعائر دينه ممارساً لها وداعياً إليها ويحرم عليه البقاء اذا لم يستطع ذلك . كما مضى في حديثه الى التساؤل عن كيفية تعامل المسلم مع الكافر في دياره وخاصة في مناسباتهم .
وتحدث الدكتور مهدي رزق الله أحمد رئيس دائرة السنة والسيرة والشمائل بمركز بحوث القرآن الكريم مؤكداً أن الرؤية السياسية في التأسيس ونظام الحكم كانت واضحة في ذهن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن ذلك كان أمراً من الله سبحانه وتعالى وسار وفقها ليقيم دولة وليست دعوة فقط . وبين فضيلته كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر نظرة استراتيجية الى الطائف لما بها من قبائل قوية لها صلات تجارية مع أهل مكة ولها تضاريس ومنطقة حصينة طالباً النصرة ولأمر رباني لم يرد الله تعالى بأن تكون الطائف مقراً لدولة الإسلام فعاد الى مكة بعد أن ناصبوه العداء ولم يكسب إلا (عّداس) وذكر بأن التخطيط المنهجي لتأسيس الدولة الإسلامية بدأهـ النبي صلى الله عليه وسلم بعد الإستقرار بالمدينة المنورة والإطمئنان لوضع الأسس العملية القوية لذلك بدءاً ببناء المسجد الذى شارك فيه بيده حيث إنطلق منه لتنفيذ كامل خططه الحياتيه.
وأشار فضيلته الى وثيقة المدينة المنورة التي تعتبر أقدم دستور مكتوب فى العالم والتي حددت العلاقة مع اليهود وغيرهم من غير المسلمين ونظمت جوانب مختلفة من حياة المسلمين وتشكيل الأمة والمساواة فى المعاملات وغيرها من حق الحرية والعقيدة والدين والعدوان فى المال والعرض والحياة وكيف وجد اليهود على ضوء هذه الوثيقة العدل والحماية .
أما الأستاذ الدكتور عبد الباقي محمد أحمد كبير فقد أعرب عن شكره للقائمين على مركز بحوث القرآن الكريم والمتحدثين فى هذه الندوة مشيراً الى أن الهجرة صورة من صور الصراع بين الحق والباطل . وقال بان هجرة النبي صلى الله عليه وسلم تختلف عن الهجرات الأخرى ولذلك تعتبر منعطفاً كبيراً للمسلمين وللبشرية كلها حيث أن لها أهدافاً سامية واستراتيجية واضحة ومعانيها كبيرة رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم من خلالها منهجاً للأمة وخاصة الدعاة ليسيروا عليه . وأكد دور الشباب من الجنسين في بناء الدولة وإعتماد الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم بقوله : (( نصرني الشباب وخذلني الشيوخ )) . وأوضح دور المسجد المتعاظم الآن ورسالته السامية ودوره في بناء الأمة والشباب لذلك فهم الأوربيون هذا الدور وظهر ذلك من موقف سويسرا من مآذن المساجد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق